أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الانسان ان الجيش الاسرائيلي قتل 11 مدنيا فلسطينيا كانوا يلوحون براية بيضاء خلال الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وجاء في تقرير من 63 صفحة نشرته المنظمة يوم الخميس 13 أغسطس/آب أن الجنود الاسرائيليين قتلوا 11 مدنيا فلسطينيا، من بينهم 5 نساء و4 اطفال في 7 حالات منفصلة واصابوا 8 اشخاص آخرين على الاقل كانوا يرفعون الراية البيضاء لتجنب استهدافهم.
كما أكد التقرير ان هؤلاء المدنيين لم يكونوا دروعا بشرية لمقاتلي حماس ولم يقتلوا بنتيجة تراشق بالنيران.
الجيش الإسرائيلي يشكك و يحمّل حماس المسؤولية
وفي هذا الشأن شكك الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بمصداقية الفلسطينيين الذين انطلقت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها بناءاً على أقوالهم.
وقال أدرعي أن التعليمات التي أصدرها الجيش الإسرائيلي لجنوده كانت واضحة، و تقضي بتجنب إطلاق النار على كل من يرفع الراية البيضاء، إلا انه نوه بأن " عناصر حماس " كانوا يستخدمون هذه الرايات " كغطاء لعمليتهم التخريبية ، هذا بالاضافة الى استعمال مقاتلو الحركة لسيارات الاسعاف ومراكز تابعة لهيئة الأمم المتحدة للتمويه، منوهاً بأن لدى الجانب الإسرائيلي أفلاماً توثق ذلك.
وفيما يتعلق بتقارير تحدثت عن اعترافات جنود اسرائيليين عن انتهكات قام بها الجيش الاسرائيلي، قال الناطق الرسمي أن جيش الدفاع الإسرائيلي شكل لجان تحقيق في عشرات الشكاوى التي تتحدث عن خروقات كهذه، وأن المدعي العسكري العام قدم لوائح اتهام, بناءً على انتهاكات الجيش في غزة ورد ذكرها في تقرير أصدرته الخارجية الإسرائيلية قبل حوالي أسبوعين.
دانسفيلد: "الجيش رفض التعاون وقرر التحقيق بشكل مستقل"
وفي تصريح أدلى به ممثل منظمة "هيومن رايتس ووتش" قال بيل دانسفيلد أن المنظمة زودت الإسرائيليين بالمعلومات التي بحوزتها حول المواقع والأوقات التي تمت فيها خروقات الجيش الإسرائيلي، بناءاً على طلب الجيش نفسه، بهدف قيامه بتحقيقاته الخاصة، مشيراً إلى رفض الجيش الإسرائيلي الالتقاء بممثلي المنظمة.
واستند التقرير إلى إفادات شهود عيان أدلوا بشهاداتهم في أماكن منفصلة توخياً للموضوعية، بالاضافة إلى شهادات ميدانية و طبية.
وأشارت هذه الإفادات إلى استهداف مدنيين فلسطينيين عمداً، كانوا يتحركون ببطء للوصول لأماكن آمنة، أسفرت عن مقتل 11 فلسطينياً في 7 حوادث متفرقة.
كما أكد دانسفيلد أن الإسرائيليين حاولو إجبار بعض الفلسطينيين على إخلاء منازلهم، إلا أنهم رفضوا ذلك ما عرضهم للاستهداف من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقال دانسفيلد أن المنظمة أرسلت تقريرها لهيئة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، معرباً عن أمله باحراز تقدم والوصول إلى مرحلة "ما بعد إصدار التقارير"، كما عبر عن ثقته بامكانية وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان.