دعا الرئيس الاوكراني فيكتور يوشينكو الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الى الحوار، معربا عن أمله في رد فعل بناء من جانب روسيا. جاء ذلك في رسالة مفتوحة من رئيس اوكرانيا. وتقول الرسالة "ان اوكرانيا لا تزال تتمسك بتعاون واسع النطاق مع روسيا الاتحادية على اساس الاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق واجراء حوار بناء، بما في ذلك على مستوى القمة".
واعترف يوشينكو بوجود "مشاكل جدية في العلاقات بين بلدينا". ولكنه يؤكد ان اوكرانيا " لم تبتعد ابدا عن مبادئ الصداقة والشراكة التي ثبتت في المعاهدة الكبيرة عام 1997 وبذلت قصارى جهودها من اجل تطوير العلاقات الثنائية بشكل مثمر وذو منفعة متبادلة".
ولدى تطرقه الى النزاع العسكري في القوقاز اشار يوشينكو ان "موقف اوكرانيا بالنسبة لاحداث العام الماضي في جورجيا معروف ويتطابق عمليا مع مواقف جميع بلدان العالم ". ويعتقد يوشينكو انه لا اساس للوم حول توريدات الاسلحة الى جورجيا، مذكرا بهذا الصدد بان "جورجيا لم تكن ولا يمكن ان تكون حاليا عرضة لاية عقوبات دولية، او اي حظر من قبل مجلس الامن الدولي ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا والاتحاد الاوروبي ومنظمات دولية اخرى، على توريدات الاسلحة او المعدات العسكرية او البضائع ذات الاستخدام المزدوج".
ويدافع يوشينكو في رسالته عن نهج بلاده في انضمامها الى الناتو، معللا ذلك بحق اي دولة باختيار الوسائل الدولية لضمان الامن القومي، وبالاخص، مشاركتها في احلاف عسكرية- سياسية". ويعيد يوشينكو بهذا الصدد الى الاذهان ان البرلمان الاوكراني اقر القانون الذي "ينص على انضمام اوكرانيا المباشر الى الناتو، وحتى العضوية المباشرة". وعند ذلك، بزعمه، "فان سعي دولتنا الى اكتساب العضوية في الحلف لم يوجه ضد روسيا باي حال من الاحوال، وان القرار النهائي حول الانضمام الى الناتو سيتخذ عقب اجراء استفتاء شعبي عام فقط".
ويحاول يوشينكو ان يبرهن على ان "اوكرانيا تبقى متمسكة بالتزاماتها الدولية بِان تواجد اسطول البحر الاسود الروسي مؤقتا على الاراضي الاوكرانية، حتى مايو/آذار عام 2017 وتقوم بتنفيذ بنود الاتفاقيات الاساسية عام 1997 بشكل كامل ". واشار الى ان قيادة اسطول البحر الاسود الروسي في شبه جزيرة القرم ارتكبت خروقات فظة للاتفاقيات الثنائية وقوانين اوكرانيا".
واشارت الرسالة كذلك الى ان "اوكرانيا تدعو دائما الى تطوير العلاقات البراغماتية مع روسيا في المجال الاقتصادي، وقبل كل شيء في مجال الطاقة".
وعبر يوشينكو عن عدم موافقته انه " يتم ابعاد اللغة الروسية، من الحياة الاجتماعية في اوكرانيا".
وتطرق الرئيس الاوكراني الى الفضيحة الدبلوماسية التي حدثت مؤخرا، واعرب عن امله في انه سيتسنى للبلدين في المستقبل تفادي تكرار مثل هذه الحالات المزعجة، التي تعكر العلاقات الثنائية". ويرى يوشينكو ان " تسوية المشاكل الحالية في العلاقات الاوكرانية- الروسية تتطلب عملا مكثفا". ولذلك فان قرار تأجيل إرسال سفير روسي جديد الى أوكرانيا، بلا شك، لن يساعد على تطوير علاقاتنا بصورة بناء، حسبما ذكرت الرسالة.
مدفيديف يوقع مرسوما حول تعيين زورابوف لمنصب سفير روسيا لدى أوكراني
وقع الرئيس الروسي دميتري مدفيديف مرسوما حول تعيين ميخائيل زورابوف سفيرا مفوضا لروسيا وفوق العادة لدى أوكرانيا، حسبما افاد بذلك يوم 13 أغسطس/أب المكتب الصحفي لرئيس الدولة.
هذا وقد اشار دميتري مدفيديف في رسالته الى الرئيس الاوكراني يوم 11 أغسطس/آب الى انه " في ظروف النهج المعادي لروسيا من قبل القيادة الاوكرانية، انا اتخذت قرار تأجيل وصول سفيرنا الجديد الى اوكرانيا. اما آجال قيامه بممارسة مهامه فستحدد في وقت لاحق، اخذا بعين الاعتبار تطورعلاقاتنا الحقيقي".
وردا على طلب الصحفيين تدقيق يوم توقيع المرسوم حول تعيين زورابوف افاد المكتب الصحفي للرئيس الروسي بان "دميتري مدفيديف وقع المرسوم يوم 5 أغسطس/آب، اي في نفس اليوم الذي تم فيه الحصول على موافقة الجانب الاوكراني على وصول زورابوف بصفته سفيرا.
وبذلك يكون مرسوم تعيين زورابوف قد وقع قبل عدة ايام من توجيه دميتري مدفيديف رسالته المفتوحة الى الرئيس الاوكراني فيكتور يوشينكو.